عرض المشاركات من نوفمبر, 2025
akhbarahmadi

جامعة أخبار ثقافة

البحث

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

محمد نباعلي، حفيظة واومانة وموحى امزيان | روائع الأغنية الأمازيغية الأصيلة من قلب الأطلس




🎶 محمد نباعلي وحفيظة واومانة: ثنائي الإبداع الأمازيغي وروح الأطلس الأصيلة

في عالم الأغنية الأمازيغية الواسع، حيث تختلط الألحان الجبلية العميقة بتراث الأطلس الشامخ، يبرز اسمان لمع فيهما الإبداع وتألق فيهما الصوت والإحساس: الفنان محمد نباعلي والفنانة حفيظة واومانة.
هذان الفنانان لم يكونا مجرّد أصوات تؤدي أغانٍ، بل تحوّلا إلى رمزين من رموز الأصالة الأمازيغية، يجمعان بين التراث العريق والتجديد الموسيقي، وبين الحنين للماضي والنظرة الحديثة للفن.


🌄 محمد نباعلي: الصوت الجبلي الذي لا يشيخ

الفنان محمد نباعلي من الأصوات التي تميّزت في الساحة الأمازيغية بصدق الأداء وعمق الإحساس. وُلد في منطقة من مناطق الأطلس التي تنبض بالثقافة الأمازيغية، حيث يتعلّم الإنسان منذ طفولته أن الغناء ليس ترفًا، بل لغة تعبّر عن الحياة، والهوية، والكرامة.
بدأ نباعلي مسيرته الفنية منذ شبابه، متأثرًا بالرواد الكبار للأغنية الأمازيغية، أمثال موحى أو الحسين، حادة اعكي، ومحمد رويشة، لكنه سرعان ما شق طريقه الخاص بصوته القوي وحضوره المميز على المسرح.

ما يميّز محمد نباعلي هو وفاؤه للأغنية الأمازيغية الأصلية التي تُغنّى بالشلحة الأطلسية، دون أن يفقد لمسة الحداثة. فكل أغنية له هي حكاية اجتماعية وإنسانية، تتناول الحب، الفراق، الأمل، الغدر، والواقع الذي يعيشه الإنسان الأمازيغي البسيط في الجبال والسهول.

بصوته العذب وأدائه المعبّر، استطاع أن يخلق لنفسه جمهورًا واسعًا داخل المغرب وخارجه، خصوصًا في الجاليات الأمازيغية المقيمة في أوروبا، التي ترى في فنه جسرًا يربطها بجذورها وهويتها.


🌺 حفيظة واومانة: زهرة الأطلس وصوت الأنوثة الأمازيغية

أما الفنانة حفيظة واومانة، فهي تُعتبر واحدة من أبرز الأصوات النسائية في الأغنية الأمازيغية الحديثة. وُلدت في منطقة الأطلس الكبير، بين الطبيعة الخلابة التي تلهم الشعراء والفنانين، وتشربت منذ طفولتها حب الفن الأمازيغي وقيم التراث.
بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث شاركت في المهرجانات المحلية، ثم أصبحت خلال سنوات قليلة اسماً محبوباً ومطلوباً في الساحة الفنية الأمازيغية.

تتميز حفيظة واومانة بصوت دافئ مليء بالعاطفة والصدق، وأسلوبها الغنائي يجمع بين الأنوثة والرزانة، القوة والحنين. فهي لا تؤدي فقط كلمات وألحان، بل تحكي مشاعر الناس وقصصهم، خاصة النساء الأمازيغيات اللواتي يعشن بين التقاليد والطموحات الحديثة.

من خلال أغانيها، تتحدث حفيظة عن الحب الصادق، والوفاء، والكرامة، ومعاناة القلب الأمازيغي الذي يعيش التناقض بين العاطفة والواقع. كما تُعرف بتعاونها المثمر مع مجموعة من الفنانين المميزين، أبرزهم محمد نباعلي وموحى امزيان، حيث شكلوا معًا ثالوثًا فنيًا رائعًا قدّم أعمالاً خالدة أحبها الجمهور.


🎵 لقاء الأصوات: محمد نباعلي وحفيظة واومانة

حين يلتقي صوت محمد نباعلي بصوت حفيظة واومانة، يحدث ما يشبه الانصهار الفني بين القوة والحنان، بين الرجولة والأنوثة، بين الحنين والصدق.
هذا الثنائي قدّم مجموعة من الأغاني التي أصبحت تُتداول على نطاق واسع في القنوات والمنصات الرقمية، نظرًا لما تحمله من رسائل اجتماعية وإنسانية تمسّ القلوب قبل الآذان.

تغني حفيظة بصوتها الرقيق كلماتٍ تعبّر عن مشاعر المرأة الأمازيغية، بينما يردّ نباعلي بصوته الجبلي القوي، ليكتمل الحوار الغنائي بينهما كما لو أنه مشهد درامي من حياة الأطلسيين.
هذه الازدواجية جعلت أعمالهما تنجح جماهيريًا، لأن الجمهور وجد فيها انعكاسًا لذاته وهمومه وعاطفته.


💫 فن أمازيغي أصيل بمعايير عصرية

يحرص كل من محمد نباعلي وحفيظة واومانة على أن تكون أعمالهما وفية للتراث الأمازيغي، لكن دون أن تبقى حبيسة القوالب القديمة.
ففي أغانيهما نسمع إيقاعات أمازيغية تقليدية ممزوجة بلمسات موسيقية حديثة، تُبرز التنوع في الآلات والأداء، مع المحافظة على الروح الأصلية للأغنية.

وهذا ما جعل فنهما يلقى إقبالاً واسعًا من مختلف الأجيال، فالكبار يجدون فيه عبق الماضي، والشباب يرون فيه فناً متطورًا يواكب العصر دون أن يفقد هويته.

كما أن جودة التسجيل والتوزيع الموسيقي في أعمالهما الحديثة أضافت بُعدًا احترافيًا جعل الأغنية الأمازيغية ترتقي إلى مستوى الإنتاجات العالمية، سواء من حيث الصوت أو الصورة أو الأداء الحي على المسرح.


🎤 موحى امزيان: الرفيق الفني في رحلة الإبداع

لا يمكن الحديث عن الثنائي نباعلي وحفيظة دون ذكر الفنان موحى امزيان، الذي شكّل معهما تناغمًا فنيًا رائعًا.
موحى امزيان فنان له مكانة مميزة في الأغنية الأمازيغية، ويُعتبر صوت الحكمة والتجربة، يجمع بين الأصالة الفنية والخبرة الطويلة.
وجوده إلى جانب نباعلي وحفيظة أضاف توازناً فنيًا مدهشًا، إذ يجمع الثلاثة بين الأجيال الموسيقية المختلفة في عمل واحد متناغم، فيُحافظون على الموروث ويطورونه بأسلوب راقٍ.


🌍 انتشار عالمي وحضور رقمي قوي

مع تطور وسائل الإعلام الرقمية، أصبح الفن الأمازيغي يصل إلى جمهور أوسع، والفنانان محمد نباعلي وحفيظة واومانة من أكثر الفنانين الذين استفادوا من هذا التحول.
أغانيهما تحقق نسب مشاهدة عالية على يوتيوب، ويتم تداول مقاطعها على تيك توك وفيسبوك بكثرة، لأنها تلامس مشاعر الناس بلغتهم وثقافتهم.

كذلك، يشارك الاثنان في مهرجانات وطنية ودولية، حيث يقدمان الأغنية الأمازيغية أمام جمهور من مختلف الجنسيات، ما يساهم في نشر الثقافة الأمازيغية عالميًا كجزء أصيل من الهوية المغربية المتنوعة.


💖 رسائل إنسانية واجتماعية

لا تقتصر أغاني نباعلي وحفيظة على الغزل أو الحنين، بل تتناول أيضًا قضايا اجتماعية تهم الإنسان الأمازيغي والمغربي عمومًا.
من بين مواضيعهم المتكررة: الهجرة، الغربة، الوفاء، الصبر، المرأة، الكرامة، والعلاقات الإنسانية.
هم لا يغنون للترف أو الشهرة، بل يقدمون فنًا نابعًا من الأرض والناس، من لهجة الأطلس ووجع الجبال وابتسامة القرى البسيطة.


🌸 الأمازيغية هوية وإلهام

في كل أغنية يؤديانها، يحرص محمد نباعلي وحفيظة واومانة على أن تبقى الأمازيغية لغة فخر واعتزاز، لا مجرد وسيلة فنية.
فكل لحن هو ترجمة لروعة الثقافة الأمازيغية التي تجمع بين الموسيقى والشعر والحكمة الشعبية.
لهذا السبب، يعتبرهما الكثيرون سفيرين للفن الأمازيغي داخل المغرب وخارجه، يسهمان في إيصال رسالة مفادها أن التراث لا يموت، بل يتجدد بالحب والإبداع.


🕊️ ختامًا

الفنان محمد نباعلي والفنانة حفيظة واومانة ليسا مجرد صوتين يغنيان، بل هما ذاكرة موسيقية حيّة تعبر عن وجدان الإنسان الأمازيغي بكل بساطته وعمقه.
من خلال أعمالهما، استطاعا أن يخلقا جسرًا بين الماضي والحاضر، بين التراث والحداثة، بين الإحساس والفكر.
فكل أغنية لهما هي دعوة إلى الحب، الأمل، والتمسك بالهوية الأمازيغية، ورسالة تؤكد أن الفن الصادق لا يحتاج إلى بهرجة، بل إلى صدق الإحساس ونقاء الروح.

وهكذا، سيبقى اسم محمد نباعلي وحفيظة واومانة محفورًا في ذاكرة الأغنية الأمازيغية كأحد أجمل الثنائيات التي جمعت بين الحنين، العاطفة، والإبداع الخالص من قلب الأطلس. 🌿🎶